الايمان بربوبية و ألوهية الله عز وجل

And to the ‘Aad [We sent] their brother Hud  He said, O my people, worship Allah; you have no deity other than Him
Then will you not fear Him
” سورة الاعراف الأية 59 “

 

الله هو الخالق الذي خلق كل شئ ، خلق قوتك وخلق ضعفك ومهما كانت قوتك كبيرة ستجد نفسك في يوم ما ضعيف لدرجة ان تظن أن نملة أقوى منك  ، مع أنك ذلك البشري الذي كان بالأمس القريب يمشي بكل قوة بكل ثبات  قد يأتي يوم تبحث فيه عن نفسك لا تجدها .

احيانا تمر بأزمات تظن أنها سلبت منك اخر نفس  ، أحيانا سينال منك الحزن والتفكير وستكون سجين لكليهما مع ندم يجلدك لي أيام  ، احيانا و احيانا  اخرى  ، وبين الحين الاولى والحين الثانية تظن ان تلك الأحيان تستمر الى الأبد لا مخرج منها .

احيانا كل الموجودين لا يسدون ثغرات الوجع والألم ، بعضهم رحل و بعضهم لا يجيدون خياطة الجروح العميقة .

احيانا لا تجد من يشعر بك مهما حاولوا ذلك .. ناهيك عن اللذين لم يحاولوا فهمك اصلا … انه يوم اخر تعطلت فيه سيارتك دراجتك التي تعتمد عليها في جلب رزقك  ، ماذا عنكي هل هو مصفف شعرك  …هل هو الخلاط مجدادا فعلها بعد ان وعدت ابنك حين يعود من المدرسة ان يجد  الكعك..  هل هو  سقف المنزل الذي اصبحت فيه نخور ينزل منها ماء المطر في هذا الشتاء

هل هو كرسيك المتحرك الذي تعتمد عليه في السير تعطل ، هل هو حاسوبك الذي تحتاجه في انهاء بحوثك الجامعية .؟

الجميع يريد اصلاح ما تعطل بأسرع وقت … اختلفت الاعطال واحجامها .. بعضها اعطال تجعلك تتألم جدا و بعضها اعطال لا يذكر ألمها …كل عطل وله من يصلحه ، السيارة الميكانيكي ، الحاسوب تقني مختص و هكذا توالينا  ويبقى التوفيق من عند الله.

وكل مرض له طبيب ويبقى  الشفاء بيدي الله سبحانه … ماذا عن روحك الا تظن انها تعطلت منذ زمن  الا تظن انه حان الوقت لي اصلاحها…؟

اصلاحها ليس صعب يبدأ في البحث داخلك عن الله ان تحبه فأسمى أنواع الحب واعلاها هو الحب لدرجة العبادة ، فمن البداية علاقتنا بالله كانت حب وتذرع له .

فعندما تحب خالقك ستخاف ان تغضبه لي انك حتما تريد ان تكون من عباد الله الذين يحبهم ، سيغنيك حب الله وعبادته عن كل شئ مهما بدا صعب لك .. امنح روحك فرصة للإصلاح .

قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم  في سورة البقرة

{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } 184

لا يجب  على الانسان ان ينسى الهدف الذي خُلِقَ من اجله فنحن خُلِقنا للعبادة لي نسعى في هذه الدنيا  للعودة الى الجنة الذي أُنزل منها سيدنا آدم عليه السلام وأمنا حواء بسبب وسوسة الشيطان .

فالعدو الاول لبني البشر قبل ان يكون بشري اخر هو الشيطان ، كل منا  لديه حرب داخله مع وسوسة الشيطان  لكل منا جهاد خاص لي أداء العبادات .

كل منضبط كل مستقيم على دينه هو ايضا يملك من تلك الوسوسة التي لديك وقد تكون اكثر لي ان الشيطان يريد ان يظله بأي طريقة  ويخرجه عن الطريق المستقيم ،لكنه يجاهد ويستعين بالله على كل ذلك ، الله معنا ويسمعنا ويفهمنا اكثر من انفسنا، يعلم اوجاعنا ، مهما كان العطل الذي داخلك والذي في حياتك سيتعافى بأذنه وتبقى حكمته في تسير امورنا وتدبيرها عظيمة ، لعل شفائك في سجدة خالصة بالصدق ، لعل همومك تزول في دعاء في صلاة جمعة ،لعل الله يشتاق لصوت عبد من عباده فيبتليه  لكي يرفع يديه ويدعوه وكان هذا العبد أنت .

اقترب من الله وسيكون معك و يعينك  فعن النبي ﷺ قال الله أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منه، وإن تقرب إلي شبرًا تقربت منه ذراعًا، وإن تقرب مني ذراعًا تقربت منه باعًا، وإن أتاني يمشي  أتيته هرولة ” رواه ابو هريرة 

 

 

 

الايمان بربوبية الله تعالى لكل شئ 

 

ربوبية الله عز وجل 

 

ان توحيد الربوبية اصل مهم من أصول العقيدة اعظم الوجبات للعبد فيما يتضمنه الايمان هو الايمان بربوبيته عز وجل ، مما يدل على أهميته العظيمة فالعلم به , و الايمان به يثمر اجلال الخالق وتعظيمه و رجاءه ومحبته و الخوف من غضبه وعقابه .

 

فمن اسماء الله  “الرب “ و معناه أنه سبحانه خالق كل شئ و مالك كل شئ و  المدبر لكل شئ و في كل شئ و يصرف جميع  أمور الكون بمشيئته وإرادته ، له الربوبية على جميع الخلق لا شريك له .

 

  • تعريف توحيد الربوبية 

هو افراد الله بأفعاله ومنها الخلق و الرزق و السيادة ، والملك والتصوير ، و العطاء والمنع ، و النفع و الضر ، و الإحياء و الإماتة ،

و التدبير المحكم و القضاء و القدر و غير ذلك من افعاله التي لا شريك له فيها ، و لهذا فإن الواجب على العبد أن يؤمن بذلك كله .

توحيد الربوبية متعلق “بأفعال الرب، والأمور الكونية؛ كالخلق، والرزق، والإحياء، والأمانة وغيرها”.

 

دلالة الشرع

 

فالدلالات الشرعية الواضحة التي جاء بها الرسل والقرآن الكريم المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المتداول من ساعة نزوله الى هذا الحين من جيل لي اخر  كلها دلائل قاطعة لي وحدانية الله عز وجل وربوبيته .

 

 

“اخبار الله سبحانه وتعالى بربوبيته في القرآان الكريم “

 

  • وأخبرنا الله تعالى بنفسه عن تقرير ربوبيته

في سورة الفاتحة لقوله تعالى

{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} 2

في سورة الرعد

{ قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّه } 16

 

  • وقال في التذكير بالميثاق الذي أخذه على البشر وهم أصلاب آبائهم بإن يؤمنوا  له بربوبيته ويعبدوه ولا يشركوا به احد

في قوله عز وجل في سورة الأعراف

{ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛشَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ } 172

 

وقوله تعالى في سورة لقمان

{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ } 10

 

  • وفي بيان قدرته عز وجل أنه الخالق وان من اتخذ آلهة دونه هم جهالة و في ضلال كبير

في قوله تعالى في سورة لقمان

{ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ } 11

 

  • وقال قي إقامة الحجة على المشركين وإلزامهم بها

قوله تعالى في سورة المؤمنون 

{ قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ } 86

{ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ۚ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ } 87

 

“شهادة الأنبياء والرسل على ربوبيته سبحانه وتعالى “

 

فكل الأنبياء والمرسلين شهدوا وأقروا اقرارا بربوبيته عز وجل و يقينون بربوبية الله عز وجل وهم اتم البشر معارف وأكملهم عقولا ، و أصدقهم حديثا .

  • فآدم عليه السلام قال في دعائه

في سورة الأعراف

{ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } 23

 

  • ونوح عليه السلام حين قال لله تعالى في شكواه

في سورة نوح

{ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا } 21

وفي سورة الشعراء 

{ قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ } 117

{ فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } 118

 

  • وقال ابراهيم عليه السلام في دعائه لحرم مكة الشريف ولنفسه وذريته

  في سورة البقرة

{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖوَبِئْسَ الْمَصِيرُ } 126

 

  • وقال يوسف عليه السلام في ثنائه على الله ودعائه اياه

  في سورة يوسف

{رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ } 101

 

  • وقال وموسى عليه السلام  في طلبه

في سورة طه

{ قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي } 25 { وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي} 26

{ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي } 27 { يَفْقَهُوا قَوْلِي } 28

 

  • وقال هارون لبني اسرائيل

في سورة طه

{ وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ ۖ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَٰنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي } 90

 

  • وقال عيسى مخاطبا قومه

في سورة المائدة

{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۖ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ } 72

 

  • عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله  محمد صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب

” لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ العظيم الحليم، لا إله إلا اللَّه رَبّ العَرْشِ العظيم، لا إله إلا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأرْضِ رَبُّ العَرْشِ الكَرِيمُ “.

 

  • وقد جاء في وصية رسول الله ﷺ  لابن عباس رضي الله عنهما

وإذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف 

“رواه الترمذي  وقال حديث حسن صحيح”  

 

دلالة العقل 

 

ان هذا الكون وما عليه من مخلوقات وكائنات لا بد لها من خالق وموجد لها، وكل هذه التفاصيل الدقيقة في الكون ومنظومته الحياتية التي تمتاز بالدقة الاعجازية التي تخرج من دوائر الصدف والاحتمالات ،كل هذا  دلائل قاطعة ان كل شئ له خالق لا شريك له في ملكه ، ولا يمكن لهذه المخلوقات  أن تُوجِدَ نفسها بنفسها فلكل حادث مُحّدِث فالارتباط المتناسق والملتحم بين الأسباب والمسببات  .

 

  • عظمة الخالق في تنوع خلقه البديع تسقط كل الفرضيات الغير منطقية

لقوله تعالى في سورة يس

{ أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ } 77

{ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ ۖ قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ } 78

{ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ } 79

 

  •  تفرد الله سبحانه وتعالى بخلق كل شئ مقرارا الخالقية المطلقة له دون سواه

 قوله تعالى في سورة الأعراف

{أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } 54

قوله تعالى في سورة الروم

{ وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ۚ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَىٰ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } 27

 

  • تفرده تعالى بالرزق فهو عز وجل وحده الرزاق

فجل مخلوقاته هو من يسير ويسيق الرزق لهم ، من اضعف مخلوقاته واصغرها الى أكبرها واقواها ، في الارض  وفي السماء وفي جوف البحر كلها يوحي لها الله كيفية الحصول على رزقها وكيفية تناوله وكيفية  الانتفاع منه كل تلك المخلوقات في رعاية الله وحفظه

  لقوله تعالى في سورة هود

{ وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } 6

 

  • الاقرار الصارخ للفطرة السليمة بربوبية الله عز وجل وشهادتها على ذلك

فإن الانسان بفطرته السليمة يميل الى البحث عن الله لي التذرع له وعبادته والتذلل له ، وبالنظر الى هذا الكون الشاسع وخلق الله البديع وأن الانسان ضعيف عاجز لا يكاد حتى أن يكون مجهريا مقارنة مع خلق الله العظيم دون حيلة  امام الملك سبحانه ذو الجلال والإكرام ، المتصرف في كل شئ والمدبر لكل شئ .

فإن المنطق والعلم يبطلان ادعاءات نشأة الكون عن طريق الطبيعة او عن طريق الصدفة  و غيرها من التصورات الغير منطقية ليست الا مكابرة وعنادا تتنافى مع الفطرة السليمة فالكثير من المفكرين الغربيبن اهتدوا الى الحق بسبب اجالتهم لتلك التصورات الكاذبة وتدبرهم في خلق الله  .

 

 

 

الايمان بألوهية الله تعالى للآولين و الآخرين 

 

أولوهية الله سبحانه وتعالى

 

يؤمن العبد بألوهية الله تعالى وأنه لا إله غيره ولا معبود بحق سواه وذلك لكل الأدلة النقلية والعقلية ، وتوحيد الأولوهية هو توحيد العبادة ، والعبادة هي الغاية المرضية والمحبوبة لله عز وجل وهي الغاية العظمى والمقصود الاسمى فلأجلها خلقت الجنة والنار  ولأجلها انزلت الكتب وأرسلت الرسل .

 

 تعريف توحيد الالوهية 

هو افراد الله بأفعال العباد اي إفراده  عز وجل بجميع أنواع العبادات الظاهرة والباطنة  ، قولا وفعلا كالتضرع والدعاء والخوف والرجاء والاستعانة والاستغاثة ، و استثناءه بهذه العبادات دون سواه .

– وعرفه الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله بتعريف جامع ذكر فيه حد هذا التعريف وتفسيره وأركانه فقال :

  • فأما حده ، وتفسيره وأركانه فهو أن يعلم ويعترف على وجه العلم واليقين أن الله هو المألوه وحده المعبود على الحقيقة ،

 

  • إن صفات الألوهية ومعانيها ليست موجودة بأحد من المخلوقات ولا يستحقها إلا الله تعالى فإذا عرف ذلك واعترف به حقا أفرده بالعبادة كلها ، الظاهرة والباطنة ، فيقوم بشرائع الاسلام الظاهرة كالصلاة  والزكاة والصوم والحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبر الوالدين وصلة الارحام والقيام بحقوق الله وحقوق خلقه .

 

  • القيام بأصول الايمان بالله ، وملائكته وكتبه ،, ورسله ، و اليوم الاخر ، والقدر خيره وشره .
  • لايَقِّصد به غرضا من الأغراض سوى  رضا ربه وطلب ثوابه متابعا في ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم ، فعقيدته ما دل عليه الكتاب والسنة ،و أعماله و أفعاله ما شرعه الله ورسوله ، و أخلاقه ، وآدابه الاقتداء بنبيه صلى الله عليه وسلم في هديه وكل أحواله .

 

الأدلة النقلية 

 

“شهادته عز وجل بذلك وشهادة ملائكته , وأولي العلم عن ألوهيته سبحانه وتعالى”

 

 سورة آل عمران قوله تعالى

{ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } 18

 قوله تعالى  في سورة البقرة

{  اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌوَلَا نَوْمٌ ۚ } 255

و { وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ } 163

 

  • قال مخبرا عن نفسه  عز وجل

  في سورة الحشر

{ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۖ هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ }  22

 

 

“اخبار رسله بألوهيته تعالى ودعوة أممهم الى الاعتراف بألوهيته عز وجل وعبادته وحده دون” “سواه”

 

  •  قال لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم

في سورة محمد

{ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ } 19

وكان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في تشهده في الصلاة يقول  ” أشهد أن لا إله إلا  الله و حده لا شريك له ”

 

  • اقراره سبحانه وتعالى بألوهيته لنبيه موسى

في سورة طه

{ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي } 14

 

  • و نوح و هود و صالح و شعيب عليهم السلام مامنهم احد إلا قال

في سورة الأعراف

{ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ } 59 ،65 ، 73، 85

 

  • و قال موسى عليه السلام لبني إسرائيل  عندما طلبوا منه أن يجعل لهم إلها صنما يعبدونه

في سوة الأعراف

{ قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَٰهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ } 140

 

  • و قال يونس عليه السلام مسبحا

في سورة الأنبياء

{ وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } 87

 

 

الأدلة العقلية لي ألوهيته 

 

ان ربوبيته تعالى الثابتة دون جدل مستلزمة لي لألوهيته وموجبة لها ، فالرب الذي يحي و يميت ، و يمنح و يمنع و ينفع و يضر هو المستحق لعبادة الخلق ، والمستوجب لتأليههم له بالطاعة و المحبة و التعظيم و التقديس وبالرغبة اليه والرهبة منه .

اذا كان كل شئ من المخلوقات مربوبا لله تعالى بمعنى أنه هو من  خلقهم ورزقهم ودبر شؤونهم وتصرف في أحوالهم وأمورهم فلا يعقل تأليه غيره .

اتصافه عز وجل دون غيره بصفات الكمال المطلق ، كونه تعالى قويا ، قديرا ، عليا كبيرا ، سميعا بصيرا ، رؤوفا رحيما ، لطيفا خبيرا  ، الأحق بالعبودية والتأليه من طرف مخلوقاته و عباده محبتا وتعظيما ، و تأليه جوارحهم له بالطاعة و الانقياد .

توحيد الألوهية متعلق “بأفعال المكلفين من صلاة، وصيام، ومحبة، وخوف، ورجاء، وأوامر، ونواهي، وما هو واجب، و ماهو محرم، ومكروه”.

 

 

اشترك الآن:

ان اعجبك هذا الموضوع، شاركه مع أصدقائك

البحث :

Search

حول موقع بسملة :

موقع إسلامي يهدف إلى نشر المعرفة والدروس حول الإسلام، يوفر مقالات ودروس شاملة عن تفاسير القرآن الكريم والسنة النبوية، بالإضافة إلى خدمات الاستشارة والإفتاء الديني.

مواضيع شائعة :

تابعونا على :

تبرعات

تبرّع الآن لصالح الأعمال الخيرية وساهم في مساعدة المحتاجين، كن جزءاً من التغيير والعطاء وساعدنا على بناء مجتمع أفضل للجميع.

تبرع
0 تعليقات
أكثر تقييما
اَخر تعليقات أقدم تعليقات
Inline Feedbacks
اظهر كل التعليقات
basmala - بسملة