انتي جميلة

 

And mention in the Book (the Quran, O Muhammad SAW, the story of) Maryam (Mary), when she withdrew in seclusion from her family to a place facing east
” سورة مريم الأية 16 “

 

  • الجزء الأول  

 

انه يوم اخر امضي فيه ساعة تقريبا امام المرآة  وانا احاول رسم خط  الأيلاينر من طرف عيني الى اخرها ، انه صعب ان

 تتطابق العينين احيانا احد الخطين يختلف عن الآخر  فأعيد مسحه واكرر ذلك مرارا وتكرارا …

بالنسبة لي هذه اخر اللمسات لي قبل أن اخرج من المنزل ، مهلا مهلا اخر لمسة رشة من عطري المفضل الغالي الذي يدوم ساعتين وكل مكان امر به يبقى اثره  .

وطبعا نفذت مني بعض المستحضرات التجملية يجب ان اجلبها من المحل ، لا يزال شهر على رمضان افكر كيف لي ان اخرج بدون وضع ما اضعه في العادة ، بيني وبينكم حتى في رمضان اضع لكن بشكل خفيف عن العادة ،  و أكثر مايزعجني تعليقات جارتنا  الفضولية على ملابسي ونصائحها القديمة التي انتهت صلاحيتها عن ضيق الملابس وقصرها … ههه 

 لذلك سأحاول ان اتفادها هذا الصباح ،  انا متأخرة كالعادة لكن اعلم ان الساعة التي امضيتها لم تذهب سدا فالجميع ينظر الي وبين بينكم هذا يعجبني …

  • بعد سنتين ….

ذات صباح .. انها الساعة السابعة ونصف انا متأخرة كالعادة انا اركض كالعادة ، وايضا توجد تلك الساعة التي تأخرت من أجلها لكني فخورة بها  ” الساعة الوحيدة ” التي اصبحت تجعل يومي افضل .

واقفة انتظر في المحطة فتيات قادمات ينظرن لي بشكل مختلف ،… مابالهن هل في وجهي شئ غريب ؟؟ هل يوجد في وجهي شئ ؟….

مرت حافلة وتوقفت فنظرت لي انعكاسي فيها … ملابسي مرتبة نظيفة ليس فيها شئ وفضفاضة …اممم وجهي ليس فيه بقع ولا حتى بقع مساحيق تجميل ولا نقطة بعض البثور الحمراء الجميلة  … انا ايضا متفاجأة بنفسي وفخورة تغيرت للأفضل ولم اعد تلك الفتاة التي تبقى ساعة امام المرآة تتبرج لتخرج ، اصبحت فتاة تمضي ساعة تقرأ وردها من القرآن قبل ان تخرج من المنزل لو أخبرني احدهم اني سأخرج بدون ميكيب لما صدقته .

لكن انا اصدق الان اني جميلة بدونه ، ملامحي المتعبة او حتى بثور وجهي كلها جميلة ، فقط كنا نهول الامر …

عزيزتي انا مثلك احببت تلك الامور كلها او اكثر منكي ، تأكدي انكي جميلة ، عيونك الضيقة ، ورموشك الصغيرة، و ذلك السواد تحت عينيك ، انفكي الذي لا يعجبك ، حواجبك المبعثرة الكثيفة التي تنتيفينها  ، حواجبك الخفيفة والتي ترسمينها  كلها طبيعية وكل ذلك خلق الله ، فقط الشيطان يزين لكي كل ذلك لي تكوني فتنة ، تدرسين أو تعملين كل يوم لمدة تقارب 7 اشهر ، تعلمين كم ان هذا هائل كونك فتنة لكل هذه المدة على مدار أعوام .

اعلم جميعنا سمعنا هذا مرارا وتكرارا ولكل منا وجهة نظر ، سيصبح ماء الوضوء نور لي وجهك لن تجدِ هذا النور في المساحيق حتى لو كانت غالية  ، حتى لو تبرجتي بكل الطرق ورأيت انك جميلة لن يكون في ذلك الجمال بركة بينما انت فتنة .

جسدك ملكك وحدك وليس لي جميع الناس .. وبما انه لكي غطيه ولا تفصليه .

لست بحاجة لملابس ضيقة ووضع المساحيق انت اجمل لو تعففتي ،جمالك سيزيد لو زاد حيائك وعفتك و فضفضتي ملابسك 

ستشعرين ان ذلك كبح لي حريتك ، ستشعرين انك اختنقتي  ، ذلك ليس شعورك بل شعور يحقنه الشيطان فيكي

انتي جميلة لدرجة ان ليس من هب ودب يستطيع ان يكون في الصفوف الاولى لمشاهدة تزينك ، انتي اغلى واثمن من ان تسرق عيون.. هذا وهذا نظرات بغير حق ،

ستلفتين الانتباه فالشيطان ينتظر خروجك متبرجة لتكوني انتي اداته لي فتنة الكثير ، ستظنين ان ذلك هين لكنه عظيم عند الله

كل ما حرمه الله عليكي هو حماية لكي حتى لو كنتي لا تفهمين نوع هذه الحماية الان ، داخلك أرق وأجمل من ان يكون للجميع

تستطيع كل منا ان تتزين في منزلها امام محارمها في حدود وحياء …ديننا لن يقيد حريتنا بل يحمينا .

اشعر بالشئ حاد اخترق احشائي … اصوات كثيرة، رأسي يدور الرؤية غير واضحة دماء تخرج من فمي ، اظن انها نهايتي ، هل هذه بداية احتضاري اشعر اني لست مستعدة بعد ليس لدي الكثير من الامور التي افخر بها لي ألاقي بها الله ، اشعر بشئ ثقيل في حنجرتي كأنها غصة ألف عام ،  اقترب احدهم يبدو انه من رجال الحماية المدنية ، صوت فتاة من العدم يقول ” حاول ان تسترها قبل ان تخرجها ” كنت نصف واعية نظرت اتجاهها فتاة بملابس فضفاضة ومتدينة في عيونها دموع حسرة سرقتهم من عيناي التي لا تقوى حتى على البكاء

حصرات نفسي علي  هل يعقل ان اموت بهذه الهيئة  بهذا الشكل ملابسي الضيقة القصيرة ، انا خائفة من الذهاب بهذا الشكل ، بدأ الندم وبدأت دقات قلبي تتضائل وبدأت انفاسي تكاد تختفي ، مذاق الدماء اخر رمق لي لكن المذاق الحقيقي الذي ارتويت به في آخر لحظاتي هو مذاق الندم  .

 

  • قبل دقائق 

وقفت انظر في انعكاسي في الحافلة مابلهم ينظرون لي ، لا بقع  مساحيق ، ملابسي نظيفة ،  بدأت الحافلة تتحرك قبل حتى ان ادقق اكثر في نفسي كانت تلك اخر كلمات بيني وبين نفسي قبل ان اسمع صوت زعزع داخلي  ..و خُطفت نظراتي نحو الصوت ، ارتجف داخلي وصُعقت رعبا …. حادث ؟؟ … انقلبت الحافلة … ان لله وان اليه راجعون

لا اعلم كيف اخذتني خطواتي هناك اسير مع الجميع ، اهرول ، تجمع الكثير من الناس كل منهم يحاول ان يساعد بمعرفته ،  مر بعض الوقت حتى جاءت سيارة الاسعاف والحماية المدنية .

اخذت نفسي بخطوات شبه قريبة نظرت ولا استطيع وصف هول المنظر وبشاعته ، اطفال نساء ورجال وشيوخ ، يخرجونهم بملامح مفقودة غارقة في الدماء .

نظرت اذ بفتاة ملابسها كاشفة ، تحصرت داخلي دعوة من كل قلبي ان تكون بخير ، تمنيت لو التقيتها قبل ايام لكنت اخبرتها الكثير لكنا تحدثنا انا وهي مثلما تحدثنا انا و انتي وهن الأن …

اخذتني العزة عليها فأخبرت الرجل ان يسترها قبل ان يخرجها ، لم اتمالك نفسي فبكيت ، تراجعت وعدت للمنزل لكن قلبي ظل هناك .

في اي لحظة نستطيع الرحيل من هذه الدنيا ، اللهم اهدينا الى صراطك المستقيم وثبتنا ، اللهم  أجرنا من موت الغفلة و توفنا  وانت راضي عنا يا ارحم الراحمين .

افعليها … وسلمي امرك لله ستحبين نفسك اكثر دون تبرج  جاهدي نفسك من أجل خالقكي .

 

قصة جمالك لم تنتهي انتي اجمل من  ان نتحدث عنكي في جزء  واحد .

 

اشترك الآن:

ان اعجبك هذا الموضوع، شاركه مع أصدقائك

البحث :

Search

حول موقع بسملة :

موقع إسلامي يهدف إلى نشر المعرفة والدروس حول الإسلام، يوفر مقالات ودروس شاملة عن تفاسير القرآن الكريم والسنة النبوية، بالإضافة إلى خدمات الاستشارة والإفتاء الديني.

مواضيع شائعة :

تابعونا على :

تبرعات

تبرّع الآن لصالح الأعمال الخيرية وساهم في مساعدة المحتاجين، كن جزءاً من التغيير والعطاء وساعدنا على بناء مجتمع أفضل للجميع.

تبرع
0 تعليقات
أكثر تقييما
اَخر تعليقات أقدم تعليقات
Inline Feedbacks
اظهر كل التعليقات
basmala - بسملة